أظهرت خريطة نشرتها مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن الولايات المتحدة والصين قد أرسلت كاسحات جليد إلى مياه القطب الشمالي شمال ألاسكا، في إطار تنافس القوتين على السيطرة في هذه المنطقة الحيوية.

اقرأ كمان: هجوم إلكتروني يؤدي إلى إلغاء 60 رحلة في أكبر مطارات روسيا
كاسحة جليد لتعزيز الوجود الأمريكي في القطب الشمالي
وأكد خفر السواحل الأمريكي أن كاسحة الجليد الأمريكية “هالي” – التي تُعتبر الأكبر والأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية – تقوم بمهمة تهدف إلى تعزيز الوجود الأمريكي في القطب الشمالي.
أما بالنسبة لكاسحة الجليد الصينية “شيو لونغ 2″، فقد صرحت السفارة الصينية في واشنطن لمجلة نيوزويك أن الصين تمارس أنشطة بحرية طبيعية دائماً وفقاً للقوانين الدولية.
وادّعت الصين أنها دولة قريبة من القطب الشمالي، وأن لها مصلحة في شؤونه، حيث قامت في السنوات الأخيرة بتوسيع وجودها تدريجياً في المنطقة، بما في ذلك نشر كاسحات الجليد وإجراء أبحاث علمية قد تحمل تطبيقات عسكرية.
في ظل انزعاجها من أنشطة الصين في القطب الشمالي – التي تشمل تعاونها مع روسيا – عملت وزارة الدفاع الأمريكية على تحديث استراتيجيتها في المنطقة، داعيةً إلى زيادة الوجود العسكري وتعزيز القدرات الاستخباراتية وتعاون أوثق مع الحلفاء لمواجهة هذه التحديات.
استناداً إلى بيانات مفتوحة المصدر، تم تتبع السفينة “هالي” وهي تغادر ميناء داتش هاربور – وهو ميناء صيد رئيسي في جزيرة أماكانك في ألاسكا – في 13 يوليو، وبعد أربعة أيام عبرت مضيق بيرينغ، الذي يفصل ألاسكا عن الشرق الأقصى، خلال رحلتها المتجهة شمالاً.
وتظهر خريطة “نيوزويك” أن كاسحة الجليد الصينية “شيو لونغ 2” – أول كاسحة جليد محلية الصنع في الصين – مرت عبر الممر المائي بعد يوم واحد من عبور “هالي”.
اعتباراً من 26 يوليو، تم تتبع السفينتين في المياه القطبية الشمالية على الجرف القاري الممتد للولايات المتحدة (ECS) – وهي منطقة تمتد لأكثر من 230 ميلاً من ساحل أمريكا، حيث تتمتع الولايات المتحدة بحقوق حصرية في إدارة الموارد.
كما تم رصد السفينة “هالي” وهي تبحر في بحر تشوكشي – شمال مضيق بيرينغ – وبحر بيرينغ في 5 و9 يوليو على التوالي، وفقاً للصور التي نشرها خفر السواحل الأمريكي.
غادرت السفينة ميناءها الرئيسي في سياتل بولاية واشنطن يوم 19 يونيو للقيام بما وصفه خفر السواحل الأمريكي بـ “مهام علمية وبحثية في خطوط العرض العليا” في القطب الشمالي.
وفي منشور على فيسبوك يوم الاثنين، أعلن خفر السواحل الأمريكي أن السفينة “هالي” بدأت مؤخراً انتشارها السنوي في القطب الشمالي، بهدف إجراء “أبحاث حيوية” حول الجليد البحري وحركة المحيطات.
وتظهر خريطة “نيوزويك” أيضاً أن السفينة “شيو لونغ 2” بقيت خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة للولايات المتحدة حول ألاسكا – التي تمتد حتى 230 ميلاً من الساحل – أثناء عبورها، باستثناء جزء من رحلتها في بحر تشوكشي قبل دخولها المنطقة الاقتصادية.
كتب خفر السواحل الأمريكي في منشور على فيسبوك يوم الاثنين: “على مدى أكثر من 234 عاماً، اعتمد الشعب الأمريكي على خفر السواحل لحماية أمننا القومي وسيادتنا وازدهارنا الاقتصادي، ومن خلال استثمارنا التاريخي في خفر السواحل، نعمل على توسيع أسطول كاسحات الجليد لضمان وصول الولايات المتحدة وأمنها وقيادتها في القطب الشمالي”
السفارة الصينية في أمريكا: التكهنات لا أساس لها من الصحة
صرحت السفارة الصينية في واشنطن لمجلة “نيوزويك” يوم الثلاثاء: “لطالما مارست الصين أنشطة بحرية طبيعية في المياه ذات الصلة وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ونأمل أن تأخذ الأطراف المعنية هذه المسألة بعين الاعتبار، دون أي شكوك أو تكهنات لا أساس لها من الصحة”
مواضيع مشابهة: توغل إسرائيلي ليلي في جنوب لبنان واستنفار في الجيش اللبناني
ووفقاً للمجلة الأمريكية، يبقى أن نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعزز وجودها في القطب الشمالي في ظل الأنشطة المتزايدة للصين، حيث جعل تغير المناخ المنطقة أكثر سهولة للوصول إليها.