الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإيجاد دول لترحيل سكان القطاع في حال فشل محادثات الهدنة

يعمل الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة على تقليل حدة النقاشات الداخلية حول تنفيذ خطة “الهجرة الطوعية” لآلاف الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث تشير مصادر مطلعة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز تماسك الائتلاف الحاكم وتهدئة التوتر مع شركاء اليمين المتطرف، وفي مقدمتهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإيجاد دول لترحيل سكان القطاع في حال فشل محادثات الهدنة
الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإيجاد دول لترحيل سكان القطاع في حال فشل محادثات الهدنة

وعلى الرغم من أن الحديث عن الخطة ليس جديدًا، فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأ مؤخرًا اتخاذ خطوات عملية، منها عقد اجتماعات دورية بمشاركة ممثلين عن الموساد ووزارة الخارجية، وتوزيع المهام بين الأجهزة المختلفة لتكثيف الاتصالات مع عدد من الدول المحتملة لاستقبال لاجئين من غزة.

استعداد مبدئية من بعض الدول لاستقبال الفلسطينيين

بحسب مصادر حكومية إسرائيلية، فإن نتنياهو يعوّل على هذه الخطة لإقناع بن غفير بعدم تفجير الائتلاف عبر الاستقالة، خاصة في ظل تعثر المسار السياسي والعسكري في غزة، ووفقًا للمصادر نفسها، فقد تم التوصل إلى تفاهمات أولية مع خمس دول، بينها إثيوبيا وإندونيسيا، أبدت استعدادًا مبدئيًا لاستقبال أعداد من الفلسطينيين، فيما تتواصل اتصالات مع دول أخرى في هذا السياق.

دور الموساد والوساطة الأمريكية

أفادت التقارير بأن رئيس جهاز الموساد، دادي برنياع، أطلع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على مستجدات الاتصالات الجارية، مطالبًا بدعم واشنطن من خلال تقديم حوافز مالية وسياسية للدول المستقبلة.

ومن المتوقع أن يزور ويتكوف إسرائيل اليوم الخميس، حيث سيُجري جولة ميدانية إذا سمحت الظروف الأمنية، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية المتدهورة داخل القطاع، بالتعاون مع فرق المساعدات التابعة لمؤسسة “غزة الإنسانية” (GHF).

سيناريوهات بديلة

إلى جانب خطة “الهجرة الطوعية”، يبحث نتنياهو بدائل محتملة، منها ضم مناطق معينة من شمال قطاع غزة، وهو ما عرضه على وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش في حال فشل التفاهمات الإقليمية والدولية.

رغم تأكيد نتنياهو في العلن أن أولوياته تتركز على وقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن، ومواجهة التهديد النووي الإيراني، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن خطة التهجير باتت جاهزة للتنفيذ، وأنه في حال فشل المفاوضات مع حركة حماس، ستبدأ إسرائيل بنقل دفعات من سكان غزة إلى الخارج خلال أسابيع قليلة.

مسؤول إسرائيلي رفيع صرّح للصحيفة: “في السابق، كان الحديث عن الهجرة مجرد أفكار، أما الآن فقد أصبح هناك تخطيط عملي، وحوار قائم مع عدد من الدول، ونستعد لتطبيق الخطة في القريب العاجل إذا تعذر التوصل إلى حل سياسي”