ترامب يحذر رئيس روسيا السابق من الدخول في منطقة خطرة للغاية

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة صارمة إلى ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، قائلاً: “أخبرو ميدفيديف، الذي يعتبر نفسه رئيسًا، أن يحذر من كلماته، فهو يدخل منطقة خطيرة للغاية!”، وأكد ترامب عبر تغريدة له أنه لا يهتم بالتبادل التجاري بين الهند وروسيا بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية.

ترامب يحذر رئيس روسيا السابق من الدخول في منطقة خطرة للغاية
ترامب يحذر رئيس روسيا السابق من الدخول في منطقة خطرة للغاية

كتب ترامب على حسابه الرسمي في منصة “إكس”: “لا يهمني ما تفعله الهند مع روسيا، بإمكانهما معًا تدمير اقتصادهما المتداعي، هذا كل ما يهمني، لم نتعامل تجاريًا يذكر مع الهند، حيث إن رسومها الجمركية مرتفعة جدًا، وهي من بين الأعلى عالميًا، وبالمثل، لا تكاد روسيا والولايات المتحدة تتعاملان معًا، فلنُبقِ الأمر على هذا النحو، ولنُخبر ميدفيديف أن يحذر من كلماته، فهو يدخل منطقة خطيرة للغاية!”

I don’t care what India does with Russia. They can take their dead economies down together, for all I care. We have done very little business with India, their Tariffs are too high, among the highest in the World. Likewise, Russia and the USA do almost no business together. Let’s….

— Trump Truth Social Posts On X (@TrumpTruthOnX).

وفي سياق آخر، وفي خطوة تصعيدية، أعلن ترامب تقليص المهلة التي منحها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من خمسين يومًا إلى اثني عشر يومًا فقط، مؤكدًا أنه لم يعد مستعدًا لانتظار أي “اختراق دبلوماسي” في ظل استمرار القصف الروسي للمدن الأوكرانية.

خطط أمريكية جديدة تشمل فرض رسوم جمركية ثانوية

حدد ترامب الفترة من 7 إلى 9 أغسطس كموعد نهائي لتحقيق تقدم، محذرًا من أن الخطة الأمريكية القادمة ستتضمن فرض رسوم جمركية ثانوية على روسيا وشركائها التجاريين، في رسالة قال إنها ليست موجهة لبوتين وحده، بل لكل من يراهن على استمرار الحرب.

فسر المراقبون هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أمريكية تهدف للسيطرة الكاملة على القرار الأوروبي، بينما أكد محللون أن واشنطن تسعى لتوسيع الضغط عبر فرض قواعد اقتصادية أكثر صرامة على الدول التي لا تزال تتعامل مع موسكو، خصوصًا في قطاع الطاقة.

التحركات الأمريكية مدروسة وليست عشوائية

لم يتأخر الرد الروسي، وجاء ساخرًا ومشبعًا بالتحذيرات، حيث كتب ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: “روسيا ليست إيران أو إسرائيل”، محذرًا من أن التلويح المتكرر بالإنذارات قد يُشعل حربًا مباشرة بين موسكو وواشنطن.

ورغم التصعيد، يرى الخبراء أن التحركات الأمريكية مدروسة وليست عشوائية، بل تعكس تنسيقًا دقيقًا مع العواصم الأوروبية، خصوصًا في ظل تراجع واضح للقوات الأوكرانية ميدانيًا، وتزايد المخاوف من انهيار محتمل لجبهات الشرق، مع اقتراب القوات الروسية من تطويق عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين.

تشير التحليلات إلى أن خيبة الأمل الأمريكية من طول أمد الحرب دفعت ترامب للتحرك، خاصة بعدما عجز عن الوفاء بوعده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، كما أفادت تقارير بأن قرار تقليص المهلة جاء بعد اجتماعات مغلقة جمعته بقادة أوروبيين، أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث أبدت أوروبا “خضوعًا شبه تام” للمطالب الأمريكية، وفقًا لتصريحات المحلل السياسي د. محمود الأفندي.

نظرية الرئيس المجنون

يبدو أن ترامب يراهن على ما يُعرف بـ”نظرية الرئيس المجنون”، التي تعتمد على اتخاذ قرارات غير متوقعة لبث الرعب في نفوس الخصوم، وهي النظرية التي استخدمها هنري كيسنجر سابقًا لدعم مواقف الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.

ومع ذلك، يستبعد كثير من المحللين أن تقدم واشنطن على مواجهة مباشرة مع موسكو، نظرًا للمخاطر الهائلة التي قد تترتب عليها، ويؤكد هؤلاء أن التصعيد الأمريكي يهدف أساسًا لطمأنة الحلفاء الأوروبيين، وانتزاع مكاسب اقتصادية واستراتيجية، أكثر من كونه محاولة حقيقية لإنهاء الحرب.

كما يحذرون من أن العقوبات التي تلوّح بها واشنطن، وخاصة على الدول المستوردة للنفط الروسي مثل الصين والهند والبرازيل، قد تؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها ارتفاع أسعار النفط عالميًا إلى مستويات تتجاوز 150 دولارًا للبرميل، ما سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي نفسه.