أعلن الجيش الإسرائيلي عن انتهاء عملية “عربات جدعون” التي انطلقت في قطاع غزة خلال مايو الماضي، حيث أسفرت عن مقتل 41 من جنوده وضباطه، كما أشار إلى سحب الفرقة 98 من القطاع في إطار الاستعداد لما وصفه بـ”العمليات الإضافية”.

شوف كمان: مستوطنون إسرائيليون يهاجمون منازل فلسطينية ويحرقون مركبات قرب نابلس
وأوضح جيش الاحتلال في بيان تفصيلي نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، أن الفرقة 98 أنهت مهامها العسكرية في شمال غزة، وتبدأ حاليًا في التحضير لمهام جديدة، وذلك وفقًا للخطة العملياتية والجدول الزمني القتالي المحدد.
وذكر البيان أن قوات الفرقة نفذت خلال الأشهر الماضية عمليات في عمق “معاقل الإرهاب”، مستهدفة مناطق متعددة منها خان يونس، الشجاعية، والزيتون.
وفي تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، لم يُشر الجيش إلى دخول أي وحدات بديلة لتحل محل الفرقة 98 داخل غزة، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير أن العملية البرية “عربات جدعون” انتهت، وأن الفرقة بدأت فعليًا في الاستعداد للانسحاب خلال أيام.
مقال مقترح: غضب طهران يستهدف سويسرا ويضع أمريكا وسفيرها في دائرة الاتهامات
بدورها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن القوات لا تزال متمركزة في المواقع التي سيطرت عليها داخل القطاع، في انتظار قرارات المستوى السياسي.
ويرى مراقبون أن هذا التغيير قد يعكس تحركًا سياسيًا يجري الإعداد له، تزامنًا مع وصول مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف إلى تل أبيب، مما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمليات أو المفاوضات.
ما الذي أنجزته عملية “عربات جدعون”؟
بحسب بيان الجيش، فقد أسفرت العملية عن تدمير أكثر من 1500 هدف لحركة حماس، شملت منشآت فوق الأرض وأخرى تحتها، بالإضافة إلى مقتل عشرات المسلحين، وإلحاق ضرر كبير بكتيبة الشجاعية.
وأشار البيان إلى أن من بين القتلى عددًا من منفذي هجوم السابع من أكتوبر، مضيفًا أنه تم استهدافهم خلال عمليات منسقة شاركت فيها قوات برية وسلاح الجو ومركز السيطرة على النيران، بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك”.
وفي تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، قال مسؤول عسكري إن العملية انتهت بعد أن أسفرت عن مقتل 41 جنديًا في صفوف الجيش الإسرائيلي، موضحًا أنها استهدفت ثلاثة ألوية تابعة لحماس بهدف تحرير الرهائن الإسرائيليين.
وفقًا للمصدر نفسه، فقد قُتل خلال العملية ثلاثة من قادة الألوية في حركة حماس، بينهم شقيق يحيى السنوار، قائد الجناح العسكري للحركة، وقائد لواء رفح محمد شبانة، وعضو هيئة الأركان العامة حاكم العيسى، بالإضافة إلى مقتل ثمانية قادة كتائب و39 قائد سرية، ونحو 1500 عنصر مسلح.
وكانت العملية، التي عُرفت باسم “عربات جدعون”، قد أُقرت بموافقة المجلس الوزاري المصغر، وتضمنت توغلًا عسكريًا شبه كامل في القطاع، رافقه تهجير واسع للسكان، مع بقاء القوات الإسرائيلية في المناطق التي أُحكمت السيطرة عليها.
توتر في الكابينيت الإسرائيلي
في سياق متصل، شهد اجتماع “الكابينيت” الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي توترًا ملحوظًا عقب جدال حاد نشب بين رئيس أركان الجيش، إيال زامير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد حذر زامير خلال الاجتماع من أن السيطرة التامة على قطاع غزة قد تستغرق سنوات، مشددًا على ضرورة مواصلة الضربات النوعية الدقيقة، وهو ما قوبل برفض من سموتريتش الذي هاجم تصريحاته، وطالب باعتذار صريح، مضيفًا بغضب: “لقد اشتقنا إلى هرتسي هاليفي فعلاً، أنتم تهاجمونه الآن بنفس الطريقة التي هاجمتموه بها سابقًا”