تزايد حدة حرب الظل بين إسرائيل وإيران ومخاوف من ظهورها علنًا

تستمر الحرب بين إسرائيل وإيران في الخفاء، حيث يخوض الطرفان معركة شديدة عبر الهجمات السيبرانية وأعمال التخريب، ومع تصاعد هذه المعركة الخفية، يزداد القلق من احتمال اندلاع صراع علني جديد.

تزايد حدة حرب الظل بين إسرائيل وإيران ومخاوف من ظهورها علنًا
تزايد حدة حرب الظل بين إسرائيل وإيران ومخاوف من ظهورها علنًا

عمليات قرصنة

أكد تقرير أمريكي حديث أن المخاوف تتزايد بشأن احتمال تنفيذ عملية عسكرية كبيرة تستهدف البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد إعلان مجموعة قرصنة إيرانية عن اختراق شركة ماناميم القابضة للصناعات الغذائية.

وأشارت وكالة تسنيم الإيرانية إلى أن هذه الشركة تعتبر مصدرًا رئيسيًا للغذاء والدعم اللوجستي للجيش الإسرائيلي في غزة، وفقًا لموقع “المونيتور”.

كما أكدت وكالة مهر الإيرانية أن هذه الجماعة، التي تُعرف بـ”جبهة إسناد” الإلكترونية، تم تأسيسها بعد الحرب مع إسرائيل في يونيو.

وقد تبنت هذه الجهة أيضًا هجومًا سيبرانيًا استهدف استخبارات الحكومة الإسرائيلية.

ووفقًا للتقرير، تعكس هذه العملية الحرب الخفية التي اشتعلت بين إسرائيل وإيران، والتي تصاعدت منذ حرب الـ12 يومًا.

حرائق غامضة في إيران

إلى جانب ذلك، تتوالى الحرائق والانفجارات الغامضة في إيران، حيث اندلع حريق بالقرب من مستشفى في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد أمس الخميس، ليكون الأحدث في سلسلة من الحوادث المماثلة التي حدثت بالتزامن مع الهجوم السيبراني الإيراني الواسع على إسرائيل.

وفي 14 يوليو، تم الإبلاغ عن حريق في مطار مشهد، حيث تداول نشطاء صورًا توضح حجم الحريق وتصاعد أدخنة الدخان الكثيف منه.

إلا أن مكتب العلاقات العامة في مطارات محافظة خراسان أوضح أن الحريق والدخان ناتجان عن حرق مُحكم للأعشاب الضارة على طول المدرجات، ولم يُسجل أي إصابات، بحسب ما أوردته وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية.

بعد خمسة أيام، اندلع حريق آخر في أكبر مصفاة نفط إيرانية في عبادان بمحافظة خوزستان، مما أسفر عن مقتل عامل وإصابة آخرين، وذكرت وكالة “إرنا” أن الحريق نجم عن تسرب في مضخة في المنشأة.

كذلك شهدت إيران سلسلة من الحرائق والانفجارات خلال الأسابيع الأخيرة في عدة مدن، لكن السلطات أكدت أنها حوادث ناتجة عن تسرب غاز أو أعطال في البنية التحتية.

بينما كشف عدد من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي عن اعتقادهم بأن العديد من هذه الحوادث كانت أعمال تخريب متعمدة، قد تكون إسرائيل مسؤولة عنها، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

مصير المفاوضات النووية

تأتي كل هذه التوترات في وقت صرح فيه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن المفاوضات النووية لا تزال ممكنة، لكنها تتطلب التغلب على المشاعر المتزايدة “المعادية للمفاوضات” في إيران.

واعترف عراقجي بوجود مساحة دبلوماسية، لكنه حذر من أنها تضيق، قائلاً: “طريق التفاوض ضيق، لكنه ليس مستحيلاً.. عليّ إقناع قياداتي بأنه إذا سلكنا طريق التفاوض، فإن الطرف الآخر سيأتي بعزم حقيقي للتوصل إلى اتفاق رابح للجميع”

من جهة أخرى، حذر رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، الخميس، خلال لقاء مع وفد عماني، من فخ التفاوض مع واشنطن.

في الوقت نفسه، تواصل واشنطن الضغط على إيران، حيث أعلنت الأربعاء الماضي عن أكبر حزمة عقوبات منذ عام 2018، استهدفت عشرات الأفراد والكيانات المرتبطة بصناعة النفط والطاقة في إيران.

إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، بشدة العقوبات الأمريكية الجديدة، كما تصاعدت الأصوات الرافضة للتفاوض مع الغرب.

بينما وضعت شرطًا لاستئناف التفاوض مع الولايات المتحدة، وهو دفع إسرائيل تعويضات عن الأضرار التي تسببت فيها للبنية التحتية في إيران خلال 12 يومًا من الحرب.