أعلن المركز الأوروبي للأبحاث النووية “سيرن” في جنيف، سويسرا، عن إهداء جديد من المعدات الحاسوبية المتطورة لصالح مركز فيزياء الطاقات العالية بجامعة الفيوم، وذلك في إطار مبادرة الدعم التكنولوجي للمؤسسات الأكاديمية حول العالم.

مقال له علاقة: سلامة الغذاء تصدر 175 ألف طن من المواد الغذائية و3250 رسالة تغادر البلاد
المركز الأوروبي للأبحاث النووية “سيرن”
يأتي هذا الإهداء ليشكل مرحلة جديدة من التعاون المثمر بين جامعة الفيوم وسيرن، حيث انضم مركز فيزياء الطاقات العالية رسميًا إلى تجربة CMS في ديسمبر 2019، وتبعه الإهداء الأول الذي ساهم في تأسيس معمل الحوسبة الفائقة الذي تم افتتاحه في عام 2024.
ممكن يعجبك: استعدادًا للعيد، زيارة تفقدية من صحة قنا لمستشفى الحميات والصدر
وفي كلمته خلال الاحتفالية، أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اهتمام الوزارة بتعزيز البنية التحتية للمؤسسات الأكاديمية والبحثية المصرية، مشددًا على أن قوة الجامعات تبدأ من امتلاكها لبنية تحتية بحثية متقدمة تتيح للباحثين الابتكار وإنتاج المعرفة، كما أشار إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة يمثل حجر الأساس لجعل مصر شريكًا فاعلًا في المشاريع العلمية الدولية، مثمنًا دور الشراكات الدولية بين الجامعات المصرية ونظيراتها من مختلف دول العالم
وأعرب الدكتور أيمن عاشور عن فخره بهذا الإنجاز، لافتًا إلى أن هذا الإهداء لا يقتصر على كونه إضافة للبنية التحتية الحاسوبية المتطورة فحسب، بل يمثل أيضًا منصة جديدة للابتكار والعمل البحثي المشترك، مما يفتح أمام الباحثين المصريين آفاقًا واسعة لتحقيق اكتشافات علمية كبرى، خاصة في مجالات فيزياء الجسيمات والذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة.
ومن جانبه، ثمّن الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، التعاون القائم بين الجامعة و”سيرن”، مشيرًا إلى أن هذا الإهداء يمثل نقلة نوعية في مسيرة جامعة الفيوم البحثية، حيث تمنح الحواسب فائقة السرعة الطلاب والباحثين إمكانيات هائلة لمعالجة البيانات الضخمة وتنفيذ المحاكاة العلمية المتقدمة في مجالات متنوعة مثل فيزياء الجسيمات والطاقة العالية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والعلوم البيئية
وأوضح رئيس الجامعة أن هذه البنية التحتية المتقدمة ستجعل من جامعة الفيوم مركزًا إقليميًا رائدًا في الحوسبة العلمية، وتعزز تنافسية الباحث المصري على الصعيد العالمي.
وأفاد الدكتور حتاتة أن الإهداء الجديد يتضمن أكثر من 19 ألف تيرابايت من سعة التخزين وما يزيد عن 5 آلاف نواة معالجة، بالإضافة إلى وحدات تخزين ومبدلات شبكية عالية الأداء، وهذه التجهيزات ستمكن الباحثين في جامعة الفيوم وخارجها من تنفيذ دراسات ونماذج حسابية معقدة كانت تتطلب موارد غير متاحة محليًا في السابق.
كما من المتوقع أن يسهم هذا التطور في دعم الأبحاث بمجالات فيزياء الجسيمات والطاقة العالية من خلال تحليل البيانات الضخمة، وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتمكين المحاكاة العددية في الهندسة والعلوم البيئية، وتسريع تحليل البيانات الجينومية والطبية في علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية، فضلاً عن دعم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية.
شهدت مراسم الاحتفال في مقر سيرن بجنيف حضورًا بارزًا لوفد رسمي وعلمي مصري، ضم السفير علاء حجازي رئيس البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة بجنيف، والدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور عرفة صبري جمعة حسن نائب رئيس جامعة الفيوم لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عاصم فؤاد العيسوي نائب رئيس جامعة الفيوم لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد عطية محمود مدير مركز فيزياء الطاقات العالية، إلى جانب الدكتورة شاهندا محمد الملحق الثقافي بسفارة مصر في باريس، والأستاذ محمود النشّارتي السكرتير الثاني ورئيس البروتوكولات بالبعثة المصرية بجنيف.