
اقرأ كمان: زيادة 25% في أداء الطباعة والتغليف خلال أبريل 2025
خلال الساعات الأخيرة، شهدت الساحة الرقمية في مصر العديد من حالات الضبط والإحالة لعدد من مشاهير تطبيق “تيك توك” للتحقيق بتهم متنوعة، شملت الإساءة للمجتمع، نشر محتوى غير لائق، وتورط بعضهم في قضايا مالية مثيرة للجدل، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الرقمية.
هذا المشهد المثير، الذي يتجاوز الجوانب القانونية، بدأ يظهر تأثيره المباشر على سوق الإعلانات الرقمية، حيث يطرح تساؤلات كبيرة أمام الشركات حول ما إذا كان ينبغي عليها الاستمرار في الاستثمار بالإعلانات عبر هؤلاء المؤثرين، أم أنه حان الوقت لإغلاق هذا الباب بشكل نهائي؟
انهيار الثقة بين المعلنين وصناع المحتوى:
على مدار السنوات الماضية، أصبح التعاون مع تكتوكرز ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أبرز أدوات التسويق للعديد من العلامات التجارية، خصوصًا في مجالات الأزياء، التجميل، والمطاعم.
لكن بعد تكرار الفضائح والقبض على عدد من الأسماء البارزة، بدأت بعض الشركات في إعادة تقييم سياستها الإعلانية، خشية الارتباط بأشخاص قد يتحولون فجأة من أدوات ترويج إلى مصادر للأزمات.
هل آن الأوان لتنظيم سوق الإعلانات الرقمية؟
غياب الضوابط المهنية أو الأخلاقية الواضحة لصناع المحتوى الرقمي جعل من السهل تصدر أشخاص غير مؤهلين للمشهد، مما جعل السوق عرضة للانفجار في أي لحظة.
مقال مقترح: تراجع جديد في أسعار الذهب اليوم الأحد 8 يونيو
يرى مراقبون ضرورة إنشاء كود إعلاني خاص بالسوشيال ميديا، يحدد من يمكنه الترويج للمنتجات التجارية، بالإضافة إلى شروط الإفصاح عن التعاونات المدفوعة، بهدف حماية السوق والمستهلكين.
قرارات وقف الحملات مؤقتًا:
علمت «نيوز رووم» من مصادر داخل شركات التسويق الرقمي أن بعض الحملات الإعلانية توقفت فعليًا أو تم تجميدها بعد ظهور أخبار عن تورط التكتوكرين المشاركين فيها في سلوك غير أخلاقي أو مخالف للقانون.
الشركات باتت قلقة من تأثير السمعة، خاصة بعد أن أبدى جمهور مواقع التواصل رفضه المتزايد للإعلانات التي تروج لأشخاص محل تحقيق أو انتقادات، وفقًا للمصادر.
مخاطر اقتصادية واستثمارية:
أوضحت المصادر أن اعتماد الشركات على المؤثرين الأفراد، خاصة غير المنتمين لكيانات أو وكالات إعلامية، يجعل الاستثمار الإعلاني في حالة هشاشة شديدة.
كما لفتت المصادر إلى أن أي تورط في قضية أخلاقية أو أمنية يؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور في المنتج، مما يتسبب في خسارة الإنفاق الإعلاني دون عائد، بالإضافة إلى الإضرار بصورة العلامة التجارية على المدى الطويل.
وتوقعت المصادر أن تتجه الشركات الآن إلى بدائل أكثر أمانًا، مثل التعاون مع شركات إنتاج منظمة بدلًا من الأفراد، والتعامل مع إعلاميين محترفين أو فنانين معروفين بسجلهم المهني، بالإضافة إلى استخدام إعلانات ممولة عبر المنصات نفسها دون الاعتماد على أسماء شخصية.