مع بداية الموسم الكروي الجديد في الثامن من أغسطس، شهد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام نشاطًا مكثفًا لضمان بيئة إعلامية رياضية تتميز بالمهنية والروح الرياضية.

مواضيع مشابهة: رسالة هامة من خبير رياضي للأهلي حول التعاقد مع «زيزو»
في هذا السياق، عقدت لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي بالمجلس، برئاسة المستشار عبدالسلام النجار، نائب رئيس مجلس الدولة وعضو المجلس، جلستين هامتين مع مجموعة من أبرز القنوات والإذاعات الرياضية المصرية.
وشملت هذه الجلسات مسؤولي قنوات “الأهلي والزمالك وأون سبورت وراديو أون سبورت والنيل للرياضة وإذاعة الشباب والرياضة”، بحضور المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس، مما يعكس الأهمية التي يوليها المجلس لهذا الملف الحيوي.
سبل الاستعداد للموسم الكروي
لم تكن هذه الجلسات مجرد لقاءات عادية، بل كانت فرصة للنقاش المعمق حول سبل الاستعداد المثلى للموسم الكروي الجديد، والتأكيد على ضرورة تعزيز قيم الروح الرياضية التي تمثل جوهر المنافسة الشريفة.
مقال مقترح: انطلاق دورة الحصول على رخصة تقنية الفيديو وفقًا للمعايير الفنية لـ فيفا
كما شددت المناقشات على أهمية الارتقاء بالرياضة المصرية ككل، من خلال الالتزام الصارم بمواثيق الشرف الإعلامية وتطبيق الأكواد الصادرة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وفي صميم هذه الجهود جاءت مبادرة “إعلام رياضي بلا تعصب”، التي تهدف إلى مكافحة ظاهرة التعصب الرياضي السلبية التي أثرت على الأجواء العامة للرياضة المصرية.
وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من الحضور، الذين أبدوا استعدادهم التام للتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لضبط الخطاب الإعلامي الرياضي.
وأكد المسؤولون التزامهم بتقديم محتوى إعلامي يليق بالجمهور المصري العريق، ويعكس القيم الإيجابية للمنافسة الشريفة وقبول الآخر.
هذا الترحيب يعكس وعيًا متزايدًا لدى المؤسسات الإعلامية بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها في تشكيل الوعي العام وتوجيه الرأي العام الرياضي نحو مسار أكثر إيجابية وبناءً.
آثار سلبية عميقة
وأجمع المشاركون على الأهمية القصوى لتوحيد الجهود بين مختلف المؤسسات الإعلامية، فالتعصب الرياضي ظاهرة معقدة تتطلب تضافر كل الطاقات للتصدي لها بفاعلية، نظرًا لما لها من آثار سلبية عميقة على الأجواء الرياضية بشكل عام، والتي تنعكس بدورها على سلوك الجماهير، سواء داخل الملاعب أو خارجها.
كما تم التأكيد على الدور المحوري للإعلام في تشكيل وعي الرأي العام الرياضي، ليس فقط من خلال نقل الأخبار والتحليلات، بل أيضًا من خلال نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، وتعزيز الروح الرياضية الحقيقية التي تقوم على الاحترام المتبادل بين المنافسين والجماهير على حد سواء.
وفي خطوة لضمان استمرارية التنسيق والتعاون، تم الاتفاق خلال اللقاء على مواصلة عقد مثل هذه الجلسات بشكل دوري ومنتظم، مما يعكس إدراكًا لأهمية المتابعة المستمرة لما يتم تطبيقه من توصيات ومقترحات، وبحث التحديات المستجدة التي قد تواجه الوسائل الإعلامية خلال تغطيتها للموسم الرياضي.
الهدف الأسمى من هذه الجلسات الدورية هو ضمان استمرار التنسيق بين المجلس والمؤسسات الإعلامية، بما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة “إعلام رياضي بلا تعصب”، واستدامة بيئة إعلامية رياضية منضبطة تسهم في الارتقاء بالرياضة المصرية ككل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسة ليست سوى جزء من سلسلة أوسع من الجلسات التي يعقدها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في الفترة المقبلة، وتشمل هذه السلسلة حضور وسائل الإعلام المختلفة وصناع المحتوى، بهدف مناقشة سبل تعزيز دور وسائل الإعلام في توعية المواطنين بمخاطر التعصب الرياضي.
كما تهدف هذه الجلسات إلى تشجيع الرياضة التنافسية المسؤولة، وترسيخ القيم الرياضية الإيجابية التي تخدم المجتمع ككل، وتسهم في بناء جيل رياضي يتمتع بالوعي والمسؤولية والروح الرياضية الحقيقية.
هذه المبادرات تعكس التزام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بضمان أن يكون الإعلام الرياضي قوة دافعة نحو التسامح والاحترافية، بدلاً من أن يكون مصدرًا للتوتر والتعصب.