عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا مع كبار المسؤولين الأمنيين لمناقشة وتنسيق الخطط العسكرية المتعلقة بقطاع غزة، في ظل تصاعد التوترات بينه وبين رئيس أركان الجيش، الفريق إيال زامير، حول احتمالية احتلال القوات الإسرائيلية للقطاع بشكل كامل.

ممكن يعجبك: روسيا تكشف كواليس مكالمة بوتين وترامب من غرفة مدرسة موسيقى وتحت رقابة مشددة
العمليات العسكرية المحدودة
ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الاتجاه العام في المشاورات الأمنية يميل نحو تنفيذ احتلال شامل لقطاع غزة، بعد سنوات من العمليات العسكرية المحدودة التي اقتصرت على أهداف معينة، وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المشاورات شملت خططًا لتطويق القطاع بالكامل، بالإضافة إلى استهداف مخيمات الفلسطينيين في الوسط المكتظ بالسكان، والتي لم تُشن عليها عمليات عسكرية واسعة من قبل.
انهيار محادثات وقف إطلاق النار
كان من المتوقع أن يعرض زامير على نتنياهو عدة خيارات لمواصلة الحرب في غزة خلال الاجتماع المغلق، عقب الانهيار الواضح لمحادثات وقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة، وكان الهدف من الاجتماع وضع اللمسات الأخيرة على خطة لعرضها على جلسة موسعة لمجلس الوزراء في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ومن بين الحاضرين في اجتماع الثلاثاء وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء إيتزيك كوهين، بحسب القناة 12، وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش – وهما من المؤيدين المتحمسين للسيطرة الإسرائيلية الكاملة على غزة – تم استبعادهما من الاجتماع.
دعم مجلس الوزراء
أفادت التقارير أن نتنياهو أبلغ الوزراء هذا الأسبوع أنه سيسعى للحصول على دعم مجلس الوزراء لخطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، رغم اعتراضات من داخل الجيش الإسرائيلي، وقيل إن زامير عارض الخطة، مما أثار غضبًا ضده من أنصار نتنياهو، حيث دعاه مسؤولون كبار لم تُكشف أسماؤهم إلى الاستقالة إذا لم تُعجبه أوامره.
في يوم الثلاثاء، أثارت التقارير التي تحدثت عن تردد زامير إدانات حادة من اليمين المتطرف ومن أنصار نتنياهو، بما في ذلك ابنه، وحث بن جفير زامير على الالتزام علناً بتنفيذ أوامر المسؤولين المنتخبين، حتى لو قرروا احتلال القطاع.
قال بن جفير في منشور على منصة “إكس”: “يجب على رئيس الأركان أن يقول بوضوح أنه سينفذ أوامر القيادة السياسية بشكل كامل، حتى لو تقرر الذهاب إلى الغزو الكامل ونتيجة واضحة”، كما لجأ يائير، الابن الأكبر لنتنياهو، إلى وسائل التواصل الاجتماعي من منزله في ميامي لانتقاد زامير في سلسلة من المنشورات على “إكس”، وألمح إلى أن زامير كان يحاول قيادة تمرد عسكري ضد والده
وزعم أن زامير تم تعيينه في منصبه فقط لأن وزير الدفاع كاتس أصر على الاختيار، ويبدو أيضاً أنه يلمح إلى أن زامير أملى سراً منشوراً على موقع “X” للمراسل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشوع، انتقد فيه الصحفي خطة نتنياهو المزعومة لاحتلال غزة.
كتب يهوشع: “إذا كان نتنياهو مهتما حقا باتخاذ القرار الدرامي والمثير للانقسام بين الجمهور الإسرائيلي – احتلال مدينة غزة والمخيمات المركزية – فهو بحاجة إلى الوقوف أمام الأمة، وتوضيح الثمن المتوقع لحياة الرهائن والجنود الذين سيسقطون، والإعلان عن تحمله المسؤولية الكاملة، على الرغم من معارضة الجيش الإسرائيلي”، وردّ يائير نتنياهو: “إذا كان من أملى عليك هذه التغريدة هو من نعتقد، فهذه ثورة ومحاولة انقلاب عسكري تليق بجمهورية موز في أمريكا الوسطى خلال السبعينيات.. هذا إجرامٌ بامتياز”
حتى وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بدا وكأنه يقوم بمحاولة مبطنة للضغط على زامير لحمله على التراجع، وقال كاتس خلال زيارة لموقع إسرائيلي في المنطقة العازلة بغزة اليوم (الثلاثاء): “بمجرد أن تتخذ القيادة السياسية القرارات اللازمة، سيُطبّق المستوى العسكري، كما فعل في جميع جبهات الحرب حتى الآن، السياسةَ المُحدّدة باحترافية”، وأضاف: “دوري، بصفتي وزير الدفاع المسؤول عن الجيش الإسرائيلي، هو ضمان تحقيق ذلك، وهذا ما سأفعله”
مقال مقترح: كدمة غامضة على وجه إيلون ماسك تثير الجدل مع اتهامات بتعاطي المخدرات
وأكد كاتس إنه صاغ مواقفه “بشأن الخطوات الأمنية والسياسية التي يجب على إسرائيل اتخاذها لضمان تحقيق أهداف الحرب”، وسوف يعرضها على نتنياهو ووزراء الحكومة في الاجتماع في وقت لاحق من اليوم.