بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل وتعتبر احتلال غزة يهدد وجود فلسطين

استدعت بلجيكا، اليوم الجمعة، السفيرة الإسرائيلية في بروكسل، احتجاجًا على إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي رسميًا نيتها محاصرة واحتلال مدينة غزة وفرض سيطرة عسكرية كاملة على القطاع، واعتبرت بلجيكا أن هذه الخطوة تهدد بمحو فلسطين بالكامل من الخريطة.

بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل وتعتبر احتلال غزة يهدد وجود فلسطين
بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل وتعتبر احتلال غزة يهدد وجود فلسطين

وأوضحت وزارة الخارجية البلجيكية أن الاستدعاء جاء للتعبير عن الرفض القاطع لتلك الخطط، بالإضافة إلى الاعتراض الشديد على استمرار الأنشطة الاستيطانية، خاصة مشروع “E1” الاستيطاني شرق القدس، وكذلك مساعي ضم الضفة الغربية التي تم مناقشتها مؤخرًا في الكنيست.

وأكدت الوزارة أن هذه الإجراءات غير مقبولة تمامًا، وتشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، كما اعتبرت أن هذه السياسات تشكل خطرًا مباشرًا على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين داخل القطاع.

وأشارت الخارجية البلجيكية إلى أن هذه الخطوات تقوّض أي أمل في التوصل إلى وقف إطلاق النار أو تحقيق حل الدولتين، الذي تدعو إليه بلجيكا والمجتمع الدولي منذ أشهر، مشددة على أهمية السماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر ممرات برية بشكل كامل.

كما أضافت الوزارة أن الرغبة في القضاء على حركة حماس لا يمكن أن تتحقق من خلال عمليات عسكرية غير متناسبة تزيد من عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، محذرة من العواقب الكارثية المترتبة على مثل هذه الاستراتيجيات.

منتدى عائلات الرهائن: الحكومة حكمت على الرهائن بالإعدام

وفي سياق متصل، أصدرت هيئة عائلات الرهائن الإسرائيليين بيانًا شديد اللهجة ردًا على قرار مجلس الوزراء بشأن السيطرة الكاملة على قطاع غزة، في وقت يُعتقد أن عددًا من الأسرى لا يزالون محتجزين هناك.

وجاء في البيان: “حكومة نتنياهو حكمت الليلة على الرهائن الأحياء بالإعدام، وعلى الرهائن الموتى بالاختفاء الأبدي”، معتبرًا أن القرار يعدّ تخليًا رسميًا عن الأسرى وتجاهلاً لتحذيرات الجيش ومطالبات الشارع الإسرائيلي

وهاجمت عائلات الرهائن القرار، واصفة إياه بأنه “خيانة وطنية” و”إهمال أخلاقي وأمني لا يُغتفر”، يُقرب إسرائيل من كارثة هائلة تهدد حياة الرهائن ومقاتلي الجيش على حد سواء.

وأضافت الهيئة أنه لا يزال بالإمكان التراجع عن هذه الخطوة، داعيًا إلى التوصل لاتفاق شامل ينهي الحرب ويضمن عودة جميع الأسرى إلى ديارهم بسلام.

المعارضة الإسرائيلية: خطة نتنياهو كارثية وتُدار بأجندات دينية وسياسية

في الداخل الإسرائيلي، واصلت المعارضة توجيه انتقادات حادة للحكومة، إذ وصف يائير لابيد، زعيم المعارضة، عبر منشور على منصة “إكس”، خطة السيطرة على غزة بأنها كارثة ستقود إلى كوارث أخرى، مؤكدًا أن القرار اتُّخذ بعكس توصيات المؤسسة الأمنية والعسكرية.

وقال لابيد إن الخطوة ستُسفر عن مقتل الأسرى، وسقوط مزيد من الجنود، وتكبيد الخزينة الإسرائيلية عشرات المليارات من الشواقل، فضلًا عن إدخال الدولة في حالة من الانهيار السياسي، وأضاف: “هذا تمامًا ما تريده حماس… أن تبقى إسرائيل عالقة بلا هدف ولا تصور لليوم التالي، في احتلال عبثي لا أحد يعلم إلى أين سيقود”

من جانبه، هاجم أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” ووزير الدفاع السابق، القرار بشدة، معتبرًا أنه يثبت أن الاعتبارات الأمنية لم تعد هي المحرك الرئيسي لقرارات الحرب، وقال: “نتنياهو رئيس وزراء السابع من أكتوبر، يضحي مجددًا بأمن المواطنين فقط للبقاء في كرسي الحكم”

أما يائير جولان، رئيس الحزب الديمقراطي، فقد اعتبر أن الحكومة تُسلِّم مصير الدولة لمجموعة من المتطرفين المسيانيين، مضيفًا أن نتنياهو ضعيف، خاضع للضغط، يفتقر لرؤية استراتيجية، متسائلًا: “كيف ستُنزع الأسلحة من غزة؟ هل سيقوم أبناؤنا وأحفادنا بدوريات في أزقتها لعقود؟ هل سنزحف عبر الأنفاق لاستعادة آخر بندقية كلاشينكوف؟”

واختتم جولان حديثه لإذاعة الجيش بالقول إن القرار يمثل كارثة لأجيال قادمة، ودليل على خضوع الدولة لمن يؤمنون بخرافات ورؤى خلاصية على حساب الواقع الأمني والسياسي.